October 1, 2022

مئة وثلاثة وثلاثون عامًا على ولادة ميخائيل نعيمة الذي رأى النور في بسكنتا في السابع عشر من تشرين الأول 1889، وما زال مذذاك، مالئ الحبر وشاغل الورق. أربعون كتابًا تقريبًا وضعها في سنيِّ عمره التي ناهزت المئة، بالعربية والإنكليزية والروسية، وعشرات الدراسات والأطاريح والكتب وضعت عنه، وما زال كثير يجب أن يروى عنه ويكتب ويكشف، في الفكر والفلسفة والشعر والرواية والقصة والسيرة والسرد والحكمة والمسرح والخاطرة... تغرب صغيرًا، وتنسك في الشخروب البسكنتاوي، ستين سنة، فغلب عليه لقب ناسك الشخروب. هو الآن يستريح هناك منحوتة ضخمة تحسها من لحم ودم، بعدما غادر الأرض، المهد الحنون، كما وصفها، ليُدرِجَ إلى الله. وهو يستريح أيضًا في منزله الشتوي، كما تركه، وإن انتقل من الزلقا إلى المطيلب، وسط أشيائه الصغرى: أوراقه، كتبه، عصاه، قبعته، نعاله، ثيابه، مفكرة مواعيده، مفكرة الهاتف، سبحاته، أقلامه، علبة سجائره، كأس خمره، عدة الحلاقة، عباءته، ربطات عنقه، بزاته الأنيقة، سريره، لوحاته، حكمه والخواطر... منزل حولته متحفًا، ابنته بالروح، حفيدته، إذا صح التعبير، ابنة ابنة أخيه ميّ، وقد عايشته عشرين سنة، قبل أن يرحل في 28 شباط من العام 1988، وأضافت شهرة نعيمة إلى شهرتها الأصلية حداد. أستاذة جامعية، تعرف جدها جيدًا، قلبًا وقالبًا. يكفي أن تكون لَقَمَتْه يومًا، وسقته، وقعدت في حضنه، أو عانقته بفرح، واستحق معها لقب الطفل الختيار. مع الحفيدة الابنة بالروح، يحتفي "نقطة فاصلة" بميخائيل نعيمة، في حلقة عنوانها، عنوان أجمل كتبه في نظري، "كرم على درب"، نزور خلالها متحفه ونأتي على مفاصل أساسية من فكره ومؤلفاته. أهلًا بالآنسة سهى حداد – نعيمة.