عَلَّمَتْنِي الْمُسْتَحِيلَاتِ الْحَيَاةْ
خِلْتُهَا تَحْتَاجُنِي طَوْقَ نَجَاةْ
فَسَكَبْتُ الْحِبْرَ دِيوَانَ خَلَاصٍ
حَسْبُ شِعْرِي أَنَّهُ يَأْبَى الْمَمَاتْ
وَمَضَتْ تَلْهُو بِعُمْرِي، مِلْءَ حِضْنِي،
لُعْبَةٌ أَيَّامُهَا: مَاضٍ وَآتْ…
وَأَنَا أَلْهُو كَأَنِّي طِفْلُ شِعْرٍ
يُتْعِبُ الْأَيَّامَ… وَالْعُمْرُ غَدَاةْ
وَيْحَهَا… تَمْشِي عَلَى سَطْرِي كَأَنَّا
رِيشَةٌ فِي سِرِّهَا… تُغْوِي الدَّوَاةْ!!!
هذا ما علَّمَتْنيهِ الحياةُ، حين سألني موقفًا منها، ضيفُ حلقة "نقطة فاصلة" اليوم، ليُعدَّ كتابًا يجمع بين ضِفَّتيه، آراءَ في هذه الحياة، لشخصياتٍ سياسيَّة وأدبيَّة وإعلاميَّة وثقافيَّة وعسكريَّة وفنيَّة، ولمواطنين عاديين، كي يقبِض على سرٍّ، حرَّضه على اكتشافه واكتِناهه اثنان: ألبرت أنشتاين ونجيب محفوظ. قرأ الضيف ذو الابتسامة الدائمة لأبي النسبيَّة "أن في المدرسة يعلمونَك الدرس ومن ثَمَّ يختبرونك، أمَّا الحياة فتختبرُك ومن ثَمَّ تعلِّمُك الدَّرس". وقرأ لصاحب "أولاد حارتنا" أنَّ "الحياةَ لا تعطي دروسًا مجانيَّة لأحد، فحين أقول الحياةُ علَّمتني، تأكد أنَّني دفعتُ الثَّمن".
وربَّما دفع ضيف الحلقة الثَّمن، مذ دخل عالم الصَّحافة عام 1967، وترهبن لها طوال أكثر من نصف قرن، في مجلَّات وصحف ودور كثيرة، ليكتشفَ أن الحياةَ علَّمته أنَّه مجرَّد "مبتدىءٍ يسعى إلى "معرفة"، يخشى أن يدركَها يومًا في غرفةٍ مظلمة، على بابها الأسودِ ورودٌ ذابلة، وحشراتٌ جائعة، وحفّار قبور أعرج".
هو الآن ضيفٌ، ورود محيَّاه تُشرقُ ابتسامات، فتجتمعُ حولها الفراشاتُ الجائعاتُ إلى العطر، وتعرِّج عليها الحياة، صبحَ مساءَ، لتخطَّ في كتابِها سفرًا جديدًا. الصَّحافي الصديق جورج طرابلسي أهلا بك في نقطة فاصلة.