ناظم حكمت شاعر تركي، عالمي رؤيوي إنساني، وقلةٌ مثله هم الشعراء الذين اقترنت بلادهم باسمهم. فلا عجب إذا قلنا تركيا ناظم حكمت، لا تركيا أتاتورك فحسب.
هذا الشاعر الذي رحل عنا، عام 1963، بعد حياة قصيرة حافلة بالمغامرات والملاحقات والسجون والمنافي، والنساء… كان يتنفس الشعر، فخلف آلاف القصائد التي لم تتسع لها مجلدات. كُتب عنه الكثير، لكن كتابًا صدر أخيرًا، صحَّح تواريخ وأحداثًا تخص ناظم حكمت، من قمة رأسه إلى أخمص قدميه. كتاب "فلَّى النملة"، على ما يقول المثل، ونبش تفاصيل التفاصيل، من أصله البروجوازي، إلى لون الجوارب التي كانت تحيكُها له أمُّه، ليدفأ في صقيعِ السجن.
واحد وستون عامًا، أو اثنان وستون عامًا، جُمعت في كتاب شامل يقع في نحو 400 صفحة، أعقب كتابًا آخر عن تركيا، وارثة السلطنة العثمانية، في الذكرى المئوية الأولى لتأسيس جمهوريتها، مع مصطفى كمال أتاتورك، عام 1920، يعد المرجع الأهم عن دولة، على الرغم من تباينات النظرة إليها وإلى أدوارها في التاريخين القديم والمعاصر، تبقى أمةَ ناظم حكمت.
واضع الكتابين، ضيف نقطة فاصلة اليوم، باحث متخصص في الشؤون التركية، يحمل دكتوراه دولة في التاريخ العثماني، أستاذ في الجامعة اللبنانية، ومستشار في لجنة الشؤون الخارجية في المجلس النيابي اللبناني، ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية في بيروت، ورئيس تحرير المجلة الفصلية "شؤون الأوسط"، لا يهنأ لي بال حين يطرأ تطور مصدره تركيا إلا إذا قرأته أو استمعت إليه وشاهدته، الكاتب والشاعر أيضًا، الدكتور محمد نورالدين، مرحى بك في "نقطة فاصلة".