حقك بإيدك - هل تطبيق الفيدرالية هو الحل للأزمة اللبنانية؟ ضيوف "حقك بإيدك": الخبير في الحوكمة والسياسات العامة وممثل المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية في لبنان DRI د. أندريه سليمان، الإعلامي الزميل جاد غصن، والناشط السياسي إياد البستاني صاحب مشروع "القانون الأساسي لجمهورية لبنان الفيدرالية ودستورها". لا يخفى على أحد أنّ الحكم في لبنان قائم على نظام "فيدرالية طوائف" تتقاسم فيه الطوائف الدينية السلطات الدستورية والمناصب الادارية، ولا يخفى على أحد أنّ ثقافة الطائفية التي تم توظيفها بالصّراع السّياسي، هي التي حالت دون إقامة دولة مركزية قوية تحكم بالقانون، وعزّزت نمو الفساد وسوء الإدارة وتدهور الخدمات وغياب المحاسبة والمساءلة الحقيقية، ولا يخفى أيضاً على أحد أنّ هذا النظام الطائفي وصل أخيراً الى طريق مسدود... الجميع أصبح مقتنعا اليوم أن لا مخرج من هذه الدوّامة إلا من خلال تغيير النظام، ومن هنا يعتبر البعض انّ الحلّ هو بالانتقال الى دولة المواطَنة وإلغاء الطائفية، فيما يجزم البعض الآخر بأن نموذج العيش المشترك أصبح عبئا ثقيلا على اللبنانيين ويتّجه نحو الدعوة الى إقامة فيدرالية مناطقية أو جغرافية محصورة بمناطق أو جغرافيا معيّنة، كبديل عن الواقع الفيدرالي المحصور بالطوائف. واللافت أنه حتّى من هم متوافقون على ضرورة إقامة نظام بديل في لبنان، يتمايزون بتسمية هذا النظام... بين فيدرالية وكونفيدرالية واتحادية ولامركزية ادارية موسّعة، ولامركزية سياسية ولامركزية مالية، اختلفت التسميات والصيغ المطروحة للبحث، والتي يرتبط تعريفها بمضمون القانون الخاص بها، أمّا المطلوب فواحد: إيجاد نظام بديل للنظام الفيدرالي الطائفي غير القابل للحياة! ولأنّ الطرح الفيدرالي في لبنان يستأهل نقاشا علميا وموضوعيا، كونه نظام حكم متّبع في أكثر من خمس وعشرين دولة في العالم، ومعظم هذه الدول ديموقراطيّة، مستقرّة ومزدهرة، واختارت هذا النموذج لإدارة التنوّع في ما بين مكوّناتها المتنوّعة، أكانت عرقيّة او طائفيّة او لغويّة، وبعيداً من استعمال الفيدراليّة كورقة ابتزاز سياسي لتحقيق أهداف شخصيّة، وبمعزل عن حملات التخوين والشيطنة التي يشنّها البعض، وغالبيّتُهم لا يعرفون كثيرا عن الموضوع، خصّصنا هذه الحلقة من "حقك بإيدك" لشرح والتوسّع بمفهوم الفيدرالية وما اذا كان هذا النظام مناسب لإدارة التنوّع في لبنان، وما اذا كانت الفيدرالية هي فعلاً الحل لانتشال لبنان من أزماته؟ وما هو الحلّ والنظام الأمثل لبلد مثل لبنان؟