بما أنّ مفهوم المحاسبة بالجرائم التي تُرتكب بحق الشعب اللبناني، لا يزال غير موجود في لبنان، وبما أنّه حتى مجزرة بحجم كارثة انفجار مرفأ بيروت، مر عليها سنة حتى اليوم، من دون كشف حقيقة ما حصل في ذلك اليوم المشؤوم أو أن تتم محاسبة المسؤولين عنّه، فلا داعي لأن نتفاجأ عندما تتكرّر الكوارث والحرائق الطبيعية كل عام وتمتدّ على المساحات الخضرا الواسعة "عا مدّ عينك والنظر" من دون حسيب أو رقيب... يعجَز اللّسان إن يصف مشهد مؤلم لهذا الحد.. مجزرة بيئية بامتياز! حرائق تلتهم المساحات الشاسعة من أحراج خضراء وغابات صنوبر وسنديان في قضائي عكار والهرمل، نتيجة سوء الإدارة والفساد، نتيجة غياب خطط الطوارئ بالأزمات، غياب العمليات الاستباقية والتحضيرات اللازمة من قبل الدولة اللبنانية، بالإضافة الى النقص بالمعدّات والآليات المطلوبة لسرعة الاستجابة، ومنع اتّساع رقعة هالكوارث الطبيعية. وسواء كانت الحرائق مفتعلة أو لا، الكارثة وقعت والغابات احترقت، والمشهد ليس بجديد على عكار أو على مناطق أخرى. دائما يتكرّر، خصوصا في مثل هذه الأيام من الصيف، وللأسف نحن لا نتعلّم! في كل دول العالم تندلع الحرائق، الا ان كل هذه الدول مجهّزة بأدوات ومعدّات للإطفاء وكل أشكال التعامل مع الكوارث؛ إلا في لبنان... حتى مازوت لتشغيل آليات الدفاع المدني، ليس لدينا!! لليوم الثالث على التوالي، بقيت فرق الدفاع المدني، والطوّافات التي حضر جزء منها من سوريا وقبرص للمساعدة، بالإضافة إلى فرق الاطفاء من بيروت ومن مختلف المناطق اللبنانية، تصارع للسيطرة على حريق تحوّل الى حرائق في أكثر من منطقة ومكان! حريق نيرانه تلتهم اراضي وبيوت وارزاق الناس... نيران خطفت ابن الـ15 سنة، أمين ملحم، الذي انتفض على الواقع واندفع لينقذ بلدته وأهله وجيرانه من الخطر.. أمين أنت بطل وأهلك أكيد فخورون بك رغم جرحهم الكبير وخسارتهم التي لا شيء يعوّضها، كل لبنان فخور بك.. نتوجّه من ذوي أمين وكل أهالي بلدة كفرتون العكارية بأحرّ التعازي، ونناشد كل المسؤولين استخدام كل امكانياتهم لوضع حد لهالمجزرة في أسرع وقت ممكن، لأن ما يحصل اليوم خطر كثيرا ويهدد كل لبنان ! المطلوب اليوم: المحاسبة ثم المحاسبة ثم المحاسبة.. بكل الملفات والجرائم التي تمسّ بحقوق الشعب اللبناني وكرامته! المطلوب خطة وطنية لاستباق حدوث هكذا كوارث! خطة وطنية و فورية لإعادة التشجير و زيادة المساحات الخضراء التي خسرناها في   الأربعين سنة الماضية، يشارك فيها الى جانب الدولة و مؤسساتها كل المجتمع اللبناني، كبار و صغار، تلاميذ المدارس و الجامعات، الاحزاب و الجمعيات. و أخيرا وليس آخرا, تحية وألف تحية لفرق ​الدفاع المدني ​وفرق الاطفاء ووحدات الجيش اللبناني وكل المتطوعين، على الرسالة العظمى التي يؤدّونها، هؤلاء الجنود المجهولون والذين   يواجهون يوميا تحدّيات بحجم التضحيات الكبيرة التي يبذلونها على أرض الوطن! ضيوف الحلقة: مدير العمليات في الدفاع المدني الأستاذ جورج بو موسى، رئيس شعبة العلاقات العامة في فوج إطفاء بيروت الملازم أول علي نجم، والخبير في ادارة الغابات والحرائق جوزف بشارة. واتصال مع وزير الزراعة عباس مرتضى، وعبر زوم: رئيس بلدية عندقت عمر مسعود، رئيس مجلس البيئة وحماية التراث في القبيات أنطوان ضاهر