June 5, 2021

أمسي وغدي، وحاضري واحد، لأنَّني لا أرى إلى الإنسان إلَّا امتدادًا لذاته.
قُيِّضَ لي أن ألتقيَ، في مسيرتي، كبارًا في مختلَفِ الفنون، ومنهم عازف البيانو اللبناني العالمي، وليد عقل. قابلتُه مرَّتين: في منزله في الأشرفيَّة ومنزله في المحديثة. وراعني ألَّا أرى أيَّ كأسٍ أو ميداليَّةٍ أو قلادةٍ أو شهادةِ تقديرٍ في أيٍّ من زوايا المنزلين أو على جدرانهما. سَأَلتُه: ألم تفُزْ، طَوال حياتِك الفنيَّة، بأيِّ مسابقة؟ أجابني: ومن قال لك إنِّني ممن يشاركون في مسابقات؟ وقبل أن أسألَه: لمَ العزوف عنها؟ سبقني إلى الإجابة: وهل أعضاءُ لجان التَّحكيم، يعزِفون أفضلَ من العازفين، ليحكُموا بينهم؟
ليس في ما تقدم انتقاصٌ ممن يشاركون في برامجَ ومسابقات، ويبرعونَ ويتفوَّقون ويتميَّزون. فهذه حال كثرٍ من أبناء لبنان، شرَّفوا البرامج التي شاركوا فيها، ولا يزالون، يحدوهُمْ تحدِّي الصعاب، ومقارعةُ المستحيل… على أملِ أن يصبحوا جميعًا في منزلة وليد عقل، لا بل أعضاء لجان تحكيم.
"متفوِّقونَ، مميَّزونَ وبعد"، عنوان حلقة نقطة فاصلة التي تجمع ماضيًا وحاضرًا وغدًا، مع شاعرةٍ بنتِ صور، سليلةِ مسقط الملكة إليسا. شاركت في برنامج "أمير الشعراء"، أميرةً متوجة بقوافيها وحضورها، وبلغت مراحلَ متقدمة، بين أكثرَ من 900 مشارك. مربِّية تحمل ماجيستيرًا في اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية. مؤسِّسة مهرجان قدموس الشعري. ناشطة في مجالَي البيئة وقضايا المرأة. عضو في أكثرَ من حركةٍ ومنتدًى. شاركت في مهرجانات شعرية في دول عربية. ناقدة. لها ديوان عنوانه "لو"، وآخر تحت الطبع عنوانه "ولا الضَّالِّين"، ولها مشاركةٌ في ديوان للشعر العربي النَّسوي تحت عنوان "ديوانُهُنَّ". الشَّاعرة الصديقة حنان فرفور أهلًا بك.
وصديقِ دراسةٍ وشبابٍ وكهولةٍ، قلْ صديقَ عمر، من قلَّةٍ تُحسَب على أصابعِ اليَدِ الواحدة، منذ العام 1973. مربٍّ يحمِل شَهادَةَ ماجيستير في التاريخ من الجامعة اللبنانية، لكنَّه اشتُهر بتفوُّقِهِ وتميُّزِه في مادَّة الجغرافيا، في برنامجَيِ "المتفوِّقون" و"المميَّزون" في ثمانينات القرن الماضي، فضلًا عن برامجَ لاحقة. اكشتفتُ فيه أخيرًا، ميلًا إلى كتابة القصَّة والسِّيرة، وحتَّى إلى نظم الشعر، هو الَّذي روَّج لمشاركته في هذه الحلقة بالقول: بين النُّقطة والفاصلة سأنتحلُ صِفَةَ… سطر، وهو المعروف عنه أنَّه موسوعة تسير على قدمين، الأستاذ الصَّديق شربل طايع، أهلًا بك.