ضروري نحكي مع أمين سر تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان مداخلات لكل من: جورج بشير والد الفتاة جولي بشير ممثل الإتحاد الإفريقي للرعاية الصحية د. محمد الساحلي نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون
تؤكدُ نِسَبُ الالتزامِ بالبقاءِ في المنازلِ في اليومين الماضيين أن غالبيةَ اللبنانيين "استحقوها" أخيراً وباتوا على يقينٍ أن الوباءَ ينتشرُ بسرعةٍ ولا يرحمُ أحدًا، ولاسيما أنّ أسرًا كثيرةً اختبرت غدرَه وقسوتَه. فالكورونا ليست كذبةً كبيرة أو مؤامرة أو خدعة، إنما وباءٌ يجوبُ الكرةَ الأرضيةَ كلَها، ولا يوجد بيتٌ لبناني ليس فيه مغتربٌ يخبرُ أسرتَه عما تواجِهُه كلُ دولِ العالم.
وبالرغم من الخروقاتِ التي سُجِّلَت، إلّا انّ الأكثريةَ أكدت في نهايةِ الأسبوعِ الماضي أنها مستعدةٌ لملاقاةِ الدولةِ في منتصفِ الطريقِ إذا ما قررت الأخيرة أن تقومَ بدورها بذلك بدل المراوحة.
الدولةُ التي يُفترَضُ أنَّ لديها مهماتٍ بديهيّةً، حتى إشعار آخر: الحفاظُ على الإقفالِ العام، تأمينُ ما أمكن من لَقاحٍ وتجهيزاتٍ ضروريةٍ وطارئة للمستشفيات الخاصة والحكومية من أسرّةٍ وأجهزةِ تنفّس، تسهيلُ استيرادِ القطاعِ الخاص للأنواعِ المختلفةِ من اللَقاح، وتأمينُ الأدويةِ المطلوبةِ والمقطوعةِ لمعالجة المرضى. هذه هي التحدياتُ المتواضعةُ اليومَ، ولا شكَ أن المسؤوليةَ كبيرةٌ على بعضِ المسؤولين الذين يُفاخرون منذُ سنواتٍ بعلاقاتِهم مع روسيا أو أميركا أو مع الاتحاد الأوروبي أو مع الصين. فهذا هو الوقتُ الحقيقي لامتحانِ هذه العلاقاتِ واختبارِ صداقاتِهم.
هذا في الكورونا، أما في السياسةِ فيتواصلُ تضافرُ الجهودِ لعدمِ تشكيلِ حكومةٍ، ويتبينُ أن أكثريةَ الكتلِ النيابيةِ تنادت قبل ثلاثةِ أشهرٍ لتسميةِ سعد الحريري رئيساً مكلفاً لعدمِ تشكيل حكومة. نعم، كلّفوه عدمَ التشكيلِ وليس التشكيل.
ومع تَساقُطِ الذرائعِ التي ربطت التشكيلَ بالانتخاباتِ الأميركية أولاً أو بالخشيةِ من العقوبات الأميركية ثانياً، يتأكدُ أكثر فأكثر أن ما من نيةٍ عند الحريري لتكشيلِ حكومة، فيما ماكينتُه جاهزةٌ لمواصلةِ تحميلِ العهدِ والتيار مسؤوليةَ عدمِ التشكيل. والمصارحةُ هنا تقتضي إعلامَ كلِ من يهمُه الأمر أنه لم يَحصَل بعد أيُّ بحثٍ جدي في التشكيلِ حيث طغى التذاكي الحريري والمسرحيات على كلِ شيءٍ آخر، وهو ما كانوا يخططون لمواصلتِه.
والواضحُ مما سُرِّبَ في اليومين الماضيين عن جبهاتٍ قيد التشكل، أنهم سيتصدون لأيِ محاولاتٍ بعبداوية لإنقاذِ اللبنانيين، مستخدمين سيفَ المهلِ المفتوحةِ وكل الثغراتِ التي تسمحُ للمسؤولِ بالقولِ عن هذه وتلك إنها ليست من مسؤولياتِه. وهو ما أوصلَ بالإهمالِ إلى حدِ انفجارِ المرفأ، بُعيد انفجارِ الاقتصادِ الوطني وانهيارِه.
هذا المشهدُ يعني باختصارٍ أن تشكيلَ الحكومةِ ممنوعٌ وسنحمّلُكم مسؤوليةَ تأخيرِ التشكيلِ وسنمنعُ أيَّ محاولةٍ لمنعِنا من منعِ التشكيل. وكلُ ما كان يحصلُ سراً في بدايةِ العهدِ بات علنياً اليوم.
هذه القضايا السياسيةِ بالاضافة الى مصيرِ التدقيق الجنائي وكلِ التشريعاتِ الجديدةِ التي يمكن أن تسمحَ باستعادةِ الأموالِ المنهوبة، كما المحكمة الخاصة بالجرائمِ المالية وقانونِ الاثراءِ غير المشروع وطبعاً الكابيتال كونترول الذي يعني المواطنين لمعرفةِ مصيرِ مدخراتِهم، كلّ تلك المواضيع ضروري نحكي ونغوص فيها الليلة مع رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان الذي هو أيضًا أحد رعاة اتفاق معراب الذي تصادف اليوم الذكرى الخامسة على توقيعه.