بدبلوماسية مسالخير
الاختبار الفرنسي بدأ وعلى كافة الاصعدة و هو اختبار استراتيجي لجهة تلقف الاشارات الدولية و التعامل مع المتغير الجديد قبل بدء العمل فيه بتوقيت الساعة الاميريكية و هو المرتبط باختبار الخبايا و صدق النوايا في تشكيل الحكومة . الرهان على المتغير الاميريكي حتى استلام "جو بايدن" السلطة صار الاساس.. و على ان الاخير بدأ باستلام تقارير المخابرات و السياسة من الاجهزة المعنية الاميريكية باعتباره رئيس البلاد المقبل ..فان هذا يعني ان اي تعاطي دولي مع حكومة ترامب صار بمثابة اضاعة للوقت و بالتالي لماذا يضيع الفرنسيون فرصة استغلال الوقت الضائع بدل التعاطي البراغماتي مع هذا المتغير فيتجاهلون مواقف ادارة ترامب المنتهية صلاحياتها حيال لبنان و تحديدا حيال الفرملة التي تعرضت لها المبادرة الفرنسية فيعاد تزخيمها بالشكل و المضمون الذي اتى عليه ماكرون بعد انفجار المرفأ و قبل " ترشيد " اندفاعه ؟ فهل يتجرأ ؟ و ما هو مضمون زيارته اذا لم يكن بوارد تخطي هذا المحظور ؟ لبنان التحدي الكبير بالنسبة لفرنسا و هو الامل كذلك و في عز الازمة الفرنسية الاقتصادية و اشتداد المعارضة بوجه ماكرون .. يصبح لبنان ساحة استراتيجية سياسيا و نفطيا بالنسبة لفريق الرئيس الفرنسي و الباقي معروف و التنقيب وظروفه كذلك .. فرنسا لن تتخلى عن لبنان و هي قارئة للفنجان اللبناني و التي ارتأت مخاطبة الجميع و التخلي عن لعبة العزل كيف لا و حزب الله اكثر المدللين بلقائات مسؤوليها و طهران احد محطات ماكرون المقبلة لحظة عودة البحث بالاتفاق النووي .
اما عندنا فترشيد من نوع اخر يقبل عليه لبنان من دون ان يبدو مقبولا من المواطنين في بلد الكارثة المالية و الاقتصادية التي لامست حد النكبة و لو كان حلا منطقيا.. فالبحالتين اي بترشيد الدعم او رفعه, تبدو المخاطر كبيرة ..هذه المخاطر بدأت تتلقفها و تتلقاها حكومة الرئيس حسان دياب و افرادها و هي الحكومة التي ارتأت الاخذ على عاتقها تصحيح ما افسده الدهر و اذ بها اليوم واجهة انفجار الناس في لحظة تاريخية من هذا النوع ليحضر سؤال اساسي : الى اي مدى تتمتع اي حكومة مقبلة بجرأة اتخاذ قرارات من هذا النوع احلاها مر .. وهل حكومة دياب هي كبش الفداء و بالتالي فان انتظار ولادة الحكومة المقبلة لن ياتي قبل ان تحضر معه الحلول المالية و يعرف نبض الشارع ؟ على اي حال ..الرئيس الحريري الذي يعد بالخير امام اختبار المواجهة و المسارعة معا لانقاذ ما تبقى من حماس فرنسي و ما تبقى من ايجابية مع العهد وما تبقى من انفاس لدى اللبنانين ... بدبلوماسية هذه الليلة نستضيف نائب رئيس مجلس الوزراء "غسان حاصباني" و الوزير السابق "فادي عبود " للحديث عن كل هذا و اكثر اهلا و سهلا بكما معنا